غريب



كُلُّ ما في بَلْـدَتي

يَمـلأُ قلـبي بالكَمَـدْ .


بَلْـدَتي غُربـةُ روحٍ وَجَسَـدْ

غُربَـةٌ مِن غَيرِ حَـدْ


غُربَـةٌ فيها الملاييـنُ

وما فيها أحَـدْ .


غُربَـةٌ مَوْصـولَةٌ

تبـدأُ في المَهْــدِ

ولا عَـوْدَةَ منها .. للأبَـدْ !

**


شِئتُ أنْ أغتـالَ مَوتي

فَتَسلّحـتُ بِصوتـي :


أيُّهـا الشِّعـرُ لَقَـدْ طالَ الأَمَـدْ

أهلَكَتني غُربَتي ، يا أيُّها الشِّعرُ،

فكُـنْ أنتَ البَلَـدْ .

نَجِّـني من بَلْـدَةٍ لا صوتَ يغشاها

سِـوى صوتِ السّكوتْ !

أهلُها موتى يَخافـونَ المَنايا


والقبورُ انتَشرَتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ

ماتَ حتّى المــوتُ

.. والحاكِـمُ فيها لا يمـوتْ !


ذُرَّ صوتي، أيُّها الشّعرُ، بُر و قـاً

في مفا زاتِ الرّمَـدْ .

صُبَّـهُ رَعْـداً على الصّمتِ

وناراً في شرايينِ البَرَدْ .

ألْقِــهِ أفعـى

إلى أفئِـدَةِ الحُكّامِ تسعى

وافلِـقِ البَحْـرَ

وأطبِقْـهُ على نَحْـرِ الأساطيلِ

وأعنـاقِ المَساطيلِ

وطَهِّـرْ مِن بقاياهُمْ قَذ اراتِ الزَّبَـدْ .


إنَّ فِرعَــونَ طغى، يا أيُّها الشّعـرُ،

فأيقِظْ مَـنْ رَقَـدْ .

قُل هوَ اللّهُ أحَـدْ.

قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ.

قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ.

**


قالَها الشِّعـرُ

وَمَـدَّ الصّـوتَ، والصّـوتُ نَفَـدْ

وأتـى مِنْ بَعْـدِ بَعـدْ

واهِـنَ الرّوحِ مُحاطاً بالرّصَـدْ

فَـوقَ أشـداقِ دراويشٍ

يَمُـدّونَ صـدى صوتـي على نحْـريَ

حبـلاً مِن مَسَـدْ

وَيَصيْحــونَ " مَـدَدْ " !

------

كلمات : احمد مطر

رسم : ناجى العلى


~
Tuesday, July 7, 2009
4 comments